الأربعاء، 25 أغسطس 2010

البيانات الاقتصادية تغيب من منطقة اليورو ، والمخاوف مستمرة


في الوقت الذي تقلص فيه الإهتمام العالمي بشأن أزمة الديون السيادية في أوروبا إلا أن لاتزال هنالك بعض من التحركات التي تعيد تذكير المستثمرين بأن الأزمة لم تنتهي بعد، وذلك مثل ما قمت به مؤسسة ستاندرد آند بورز بالأمس عندما خفضت التصنيف الإئتماني للديون الأيرلندية.
المؤسسة خفضت النصنيف الإئتماني لأيرلندا لتصل إلى AA- -يعد ذلك أدنى مستوى منذ 15 عام- وذلك في ضوء التوقعات التي تشير إلى ارتفاع تكلفة دعم القطاع المصرفي المنهك إلى 50 بليون يورو بعد أن كان متوقعات من قبل أن تبلغ 35 بليون يورو وهذا من شأنه أن يضفى مزيدا من عجز الموازنة في البلاد.
في حقيقة الأمر فإن إنصراف انتباه المستثمرين عن ما كل ما يتعلق بالديون السيادية يعد أمرا منطقى وطبيعي في ظل الظروف الحالية، إذ حدث تشبع في الأسواق بشأن كل ما يتعلق بتلك الأزمة و التي اتضحت معالمها و أعلنت الحكومات عن البدء في خفض الإنفاق العام و الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على عملية التعافي وهذا ما أصبح محور اهتمام المستثمرين الجديد ليس فقط على مستوى المنطقة الأوروبية بل على مستوى العالم ككل.
منذ بداية العام الحالي كان الإهتمام ينصب فقط على الاقتصاديات و الحكومات الأوروبية و تناسى المستثمرين الاقتصاديات العالمية الرئيسية، و منذ آواخر النصف الأول من العام الحالي عادت القلق من جديد لدى المستثمرين بشأن ما قد يشهده الاقتصاد العالمي من تباطؤ و مخاوف أكثر حدة بشأن سقوط الاقتصاد العالمي في الركود من جديد.
فالولايات المتحدة الأمريكية-أكبر اقتصاد في العالم- اظهرت في الآونة الأخيرة العديد من البيانات الغاية في السلبية سواء فيما كان يتعلق بسوق العمل أو بالقطاعات الرئيسية الأخرى،ويأتي بعدها الصين لتوضح تراجع وتيرة نمو هذا الاقتصاد الناشئ العملاق الذي يعول عليه هو و الهند في قيادة الاقتصاد العالمي خلال المرحلة المقبلة.
ملاذات آمنة
وفي خضم تلك المخاوف فإن جميع الأسواق العالمية تأثرت سلبا إذ انخفضت شهية المستثمرين نحو المخاطرة و أصبح هنالك حالة من تجنب الأصول ذات المخاطرة المرتفعة، ومن ثم الاقبال على عملات مثل الين الياباني و الدولار الأمريكي و سلع مثل الذهب كملاذ آمن للإستثمار.
الين الياباني سجل أعلى مستوياته أمام الدولار الأمريكي أمس الأول منذ الخمسة عشر عام مسجلا مستوى 83.57 و أيضا سجل اعلى مستوياته أمام اليورو منذ تسعة أعوام مسجلا مستوى 106.54. على الجانب الآخر ارتفع الذهب ليسجل أعلى مستوياته في شهر عند 1240$ للأوقية و إن كان قد حقق أعلى مستوياته على الإطلاق مسجلا مستوى 1241.09$ للأوقية.
وعلى الرغم من تلك المخاوق إلا أن هنالك بعض الاقتصاديات الكبرى مثل ألمانيا تظهر تحسنا في ظل تلك الأوضاع الحرجة التي يمر بها الاقتصاد العالمي. فقد حقق الاقتصاد نمو في الربع الثاني بمقدار 2.2% وهو أفضل أداء منذ ما يقرب من 20 عام، و ارتفعت مستويات الثقة على غير المتوقع في أغسطس/آب لتصل إلى أعلى مستوى منذ ثلاث أشهر و هذا ما يعطي بعض من الأمل في ظل زخم متراجع لوتيرة نمو اقتصاديات منطقة اليورو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق