الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

هل سيشعل البنك الفدرالي اليوم فتيل التشاؤم أم سيعطي الأسواق أقراصا مهدئة ؟

هل اكتفى الاقتصاد الأمريكي ببوادر التباطؤ في الأنشطة الاقتصادية التي لم ينقطع عن إظهارها خلال الفترة القليلة الماضية؟ أم سيحتاج الاقتصاد إلى دعم جديد من قبل البنك الفدرالي حتى تظهر علامات التعافي الكاملة؟ واضعين بعين الاعتبار عزيزي القارئ بأن اليومين القادمين إضافة إلى اليوم ستشهد الأسواق زخما في البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي والتي ستكون بمثابة مرآة للوضع الاقتصادي خلال هذه الفترة.
مشيرين عزيزي القارئ إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيكتفي اليوم بإصدار بيان محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة الذي سيعطي نظرة البنك الفدرالي فيما يخص التطورات الجارية في الاقتصاد الأمريكي عقب صدور قرار اللجنة الفدرالية بشأن أسعار الفائدة التي قررت اللجنة إبقائها دون تغيير بين 0.0 – 0.25%.
وذلك مع العلم أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال ضمن مواجهة مع العقبات التي تتمثل في معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني وارتفاع قيم حبس الرهن العقاري، إذ أن ذلك أثر على مستويات الدخل والإنفاق وبالتالي انعكس على نمو الاقتصاد الأمريكي وذلك باعتبار أن مستويات الإنفاق تمثل حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
أما المستثمرون فينتظرون صدور بيان محضر اجتماع اللجنة الفدرالي المفتوحة اليوم بفارغ الصبر، وذلك مع بروز توقعات وتكهنات لدى العديد منهم حول احتمالية إشارة البنك الفدرالي إلى خطط وسياسات جديدة لدعم الاقتصاد الأمريكي بشكل عام وقطاع العمالة بشكل خاص، وذلك عقب الانحدار الذي واجهه القطاع خلال أيلول وسط فقدان الاقتصاد ما يصل 95 ألف وظيفة.
كما أن أهمية البيان الصادر عن اللجنة الفدرالية اليوم تكمن في عدة أمور، أولّها أن الاقتصاد الأمريكي شهد تباطؤا في أداءه ومرحلة تعافيه خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يستدعي تقديم حلول من جانب البنك الفدرالي، والأمر الثاني يتمركز حول القرارات التي صدرت عن الفدرالي الأمريكي حين قررت اللجنة تثبيت أسعار الفائدة، حيث ألمح الفدرالي أنه سيعمل على إعادة إحياء سياسة التخفيف الكمي التي اتبعها حينما وقع الاقتصاد الأمريكي ضحية الركود.
أما السبب الثالث فهو متمثل في السيد برنانكي وتصريحاته التي أدلى بها مؤخرا، حيث أشار أن الفدرالي الأمريكي على أتم استعداد لتوفير المزيد من الدعم إذا كانت الظروف تبرر أية تدخلات ضرورية وحتمية، في حين أشار برنانكي أيضا بأن الفدرالي الأمريكي لديه الأدوات اللازمة لتعزيز النمو الاقتصادي والحد من مخاطر التضخم، حيث يرى برنانكي بأن مخاطر التضخم أصبحت ذو تأثير طفيف جدا، فما هي حدود هذا التدخل في هذه المرة؟ وما هو حجم الحذر الذي سيتبع في دعم الاقتصاد الأمريكي، وما حجم الدعم الذي يحتاجه الاقتصاد الأمريكي ؟
وما لنا إلا الانتظار عما سيأتي في هذا البيان وما سيسفر تأثيراته على الأسواق الأمريكية، واضعين بعين الاعتبار أن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج بكلا الأحوال المزيد من الوقت لتحقيق الانتعاش التام من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق